"الفرق بين النتائج والاستنتاجات: خطوة أساسية لفهم البحث العلمي"

 التمييز بين النتائج والاستنتاجات يعد أمرًا حيويًا. ومع ذلك، نجد العديد من الباحثين المبتدئين يخلطون بينهما. فهم الفرق بينهما لا يساعد فقط في تنظيم البحث، بل يسهم أيضًا في تقديم دراسة واضحة ومترابطة.

النتائج (Results) تعبر عن ما تم الحصول عليه من تحليل البيانات، سواء كان التحليل كميًا أو كيفيًا. النتائج هي الحقائق الصلبة التي أفرزتها عملية البحث. على سبيل المثال، في التحليل الكمي، قد تكون النتيجة هي وجود علاقة طردية أو عكسية بين متغيرين.

أما في التحليل الكيفي، يمكن أن تكون النتيجة عبارة عن إجماع بين المشاركين حول موضوع معين، كأن يعتقد أعضاء هيئة التدريس أن أنشطة الجودة تستهلك وقتًا كبيرًا دون تأثير ملموس على التعليم.

الاستنتاجات (Conclusions)، من جهة أخرى، هي ما يستخلصه الباحث من تلك النتائج. إنها التفسيرات والتحليلات التي تُعطي معنى للنتائج وتربطها بسياق البحث. إذا أظهرت النتائج وجود علاقة طردية قوية بين طريقة تدريس معينة ودرجات الطلاب، فإن الاستنتاج قد يكون أن هذه الطريقة تساعد الطلاب في تحقيق أداء أفضل. وفي حالة رأي أعضاء هيئة التدريس حول أنشطة الجودة، قد يكون الاستنتاج أن هناك تحديات في إدراك الفوائد الفعلية لتلك الأنشطة بسبب نقص التوعية أو عوامل أخرى.

الفرق الجوهري يكمن في أن النتائج تقدم ما وجدناه، بينما الاستنتاجات تشرح ماذا تعني تلك النتائج في سياق البحث. لذلك، يجب على الباحث أن يتعامل معهما بدقة، ليُظهر فهمه العميق لبياناته ويوضح أثر دراسته بوضوح واحترافية.