"التمييز بين أهداف البحث وأهميته: خطوة أساسية لكتابة علمية دقيقة

من أكثر الأخطاء شيوعًا التي يقع فيها الباحثون عند كتابة أهداف البحث هي الخلط بين الأهداف والأهمية. لفهم الفرق، يجب أن ندرك أن الأهداف تُعبّر عن إجابة تساؤلات البحث، بينما الأهمية توضّح القيمة أو الفائدة التي يمكن تحقيقها من إجراء البحث.

عادةً ما تكون الأهداف هي النتائج التي يسعى الباحث للوصول إليها من خلال الإجابة على سؤال البحث الرئيسي وأسئلته الفرعية. هذه الأهداف لا تتعلق بمن سيستفيد من البحث أو كيف سيؤثر ذلك على المجتمع أو المجال العلمي، بل تركز على ما يحاول الباحث معرفته أو قياسه أو تحليله.

على سبيل المثال: إذا كان السؤال الرئيسي للبحث هو "ما تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على التحصيل الدراسي؟"، فإن الهدف الرئيسي سيكون "دراسة العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومستوى التحصيل الدراسي." أما الأهداف الفرعية فقد تكون "قياس مدى تأثير عدد ساعات الاستخدام اليومي" أو "تحليل الفروقات بين تأثيرات الاستخدام على طلاب الجامعات مقابل طلاب المدارس."

في المقابل، الأهمية تتعلق بالسبب الذي يجعل هذا البحث مهمًا. على سبيل المثال: "يمكن أن يسهم هذا البحث في فهم أفضل لتأثير التكنولوجيا على التعليم وإرشاد السياسات التعليمية."

في العديد من التقاليد البحثية، قد لا يتم كتابة سؤال البحث بوضوح في الورقة العلمية، لكن الهدف الرئيسي غالبًا يكون هو الإجابة الضمنية على هذا السؤال. كما أنه في بعض الأحيان لا تُكتب عبارة "هدف البحث" بشكل صريح، بل يتم صياغتها بطرق تعكس الغرض الرئيسي للبحث.

لذلك، من الضروري أن يحرص الباحث على التمييز الواضح بين الهدف والأهمية لضمان كتابة علمية دقيقة ومنهجية، تعكس الفهم الحقيقي لمكونات البحث العلمي.

4o